كنيسة العذراء بـ«سخا» شاهدة على رحلة العائلة المقدسة

موضوعية
موضوعية

كتبت : نرمين الشال

تعتبر كنيسة العذراء الموجودة في حي سخا بمحافظة كفر الشيخ أحد المحطات الهامة في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر والتي استمرت ثلاث سنوات ونصف،  وهي إحدى التحفة المعمارية الأثرية التي كانت  محط اهتمام  من الحكام والعامة على مر العصور، حيث إنها تضم حجر مطبوع عليه قدم السيد المسيح وبعض المقتنيات التي هي بمثابة شواهد على مكوث العائلة المقدسة فيها فضلا عن  وجود عدد من المخطوطات الأثرية النادرة، وخلال موسم الأعياد يحرص الآلاف من المسيحيين والمسلمين على زيارة الكنيسة ابتهاجا بتلك المناسبات ولمشاهدة الآثار الموجودة بداخلها.  


يعود إنشاء كنيسة العذراء مريم بـسخا إلى القرن الرابع الميلادي، وتم ترميمها في القرن الحادي عشر بأمر من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وفي القرن السادس عشر تهدمت الكنيسة، وظلت متهدمة حتى أمر محمد علي باشا بإعادة بنائها عام 1846 ميلادية مع الحفاظ على الطابع الأثري لها والحفاظ على الأجزاء الأثرية المتبقية منها، وفي عام 1968 أعيد بناء صحن الكنيسة، وخلال عملية البناء تم العثور على رفات أجساد بعض القديسين منهم القديس البطريرك الأنبا ساو يرس الانطاكي، والقديس الأنبا زخارياس أسقف سخا في القرن السابع الميلادي إلى جانب رفاته.

اقرأ أيضا| محافظ كفر الشيخ: إحالة أي مسؤول للنيابة حال توصيل المرافق لأي مبنى مخالف

يؤكد القمص  " تيموثاوس يني " كاهن  الكنيسة، أن تاريخها  يعود إلى رحلة العائلة المقدسة، حيث أقامت بها خلال رحلة الهروب إلى أرض مصر، بعدما قدموا إليها هربا من فلسطين، عبر سيناء مرورا بمحافظة الشرقية، وسمنود، ومن ثم سخا، ووادى النطرون، حتى أقصى الصعيد.

موضحا أن العائلة المقدسة قدمت إلى منطقة سخا، في أوائل القرن الميلادي الأول، ومكثت بها قرابة 3 أشهر، ومنها استكملت رحلتها في مصر، وبعد انتشار المسيحية، تم بناء كنيسة "العذراء مريم" في مدينة "سخا" بمحافظة كفر الشيخ،  حيث  شيدت على موضع دير كان يسمى " دير المغطس " بسبب غمر الماء له، وكان الدير عامرًا بالرهبان حتى نهاية القرن الثالث عشر، وحين هُدم  اختفى الرهبان، وظلت قدم السيد المسيح، فكتبوا على الحجر كلمة "الله واحد" كعلامة تميز الحجر عن أي حجر آخر، وأخفى هذا الحجر زمنًا طويلًا، خوفًا من سرقته في بعض العصور، ثم اُكتشف الحجر مرة أخرى عام 1984، ونال اعتراف الأنبا بشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري.

 وأضاف القمص أن طول الحجر حوالي 60 سم وسمكه 15 سم،  وقد سُمى المكان باسم " بيخا أسوس"، وبيخا تعنى قدم، وأسوس تعنى يسوع المسيح، أي قدم المسيح، حيث نشأ دير عامر بالرهبان واستمر حتى العام الثاني عشر الميلادي حتى تعرض الدير لموجة عنف واضطهاد من المتطرفين في مصر، ما دفعهم إلى إنقاذ الحجر من التخريب فكتبوا على الحجر علامة وأخفوه بدفنه في فناء الدير وهربوا وشرعوا في كتابة في المخطوطات عن قصة إخفاء الحجر والهروب.

وتابع كاهن  الكنيسة، أنه بجانب الحجر المطبوع علية قدم السيد المسيح تضم  الكنيسة بعض الأغراض التي تم استعمالها أثناء تواجد العائلة المقدسة في منطقة سخا مثل  وعاء إعداد الخبز للسيدة العذراء، بالإضافة إلى تاريخ الكنيسة البيزنطي من حجارة الطوب الأحمر الصغير والأيقونات الـ12 التي رسمها الفنان انسطاس القدسي عام 1884 تقريبا، بالإضافة إلى وثيقة قديمة مختومة بختم محمد علي باشا والي مصر وقتها، بإعادة بناء الكنيسة التي تهدمت.

كما يعتبر المدخل لصحن الكنيسة تحفة فنية ومعمارية مميزة، ويوجد في مواجهة الصحن يوجد الحجاب حامل الأيقونات الاثني عشر وخلفه الجزء الأثري من الكنيسة وهو عبارة عن 3 هياكل الأوسط منها هيكل السيدة العذرا،  الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع الميلادي، وتمت تعليته مرتين الأولى في القرن الحادي عشر، والثانية في القرن التاسع عشر الميلادي.